تتواصل المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية ومصرية في الدوحة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة. ولا تزال المفاوضات تراوح مكانها، فيما نزيف الدم مستمر.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى صفقة أسرى ووقف إطلاق النار.
وأضافت وفقاً لصحيفة يديعوت إحرنوت أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يحاول إطالة أمد المحادثات حتى عطلة الكنيست في 27 يناير.
وبحسب المصادر فإن «إسرائيل تماطل في الدوحة»، مضيفة أن إسرائيل أبدت مرونة في خرائط «إعادة الانتشار»، بمسافة 100 متر هنا و100 متر هناك، لكن حماس مُصرة على مطلبها بالعودة إلى خطوط وقف إطلاق النار السابقة في مارس، وتحديداً بعض المواقع على محور فيلادلفيا.
وذكرت هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان» أن مسؤولاً أجنبياً لم يُذكر اسمه، صرّح بأن العمل جارٍ على تعديل خرائط الانسحاب الإسرائيلي.
لكن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، قال إن الجانب الإسرائيلي لم يسلم حتى الآن أي خرائط جديدة معدلة بشأن الانسحابات العسكرية من القطاع، مضيفاً إنه على العكس من ذلك أقام الجيش الإسرائيلي «محوراً عسكرياً جديداً يفصل شرق خان يونس عن غربها».
ويعد هذا رابع محور يقيمه الجيش الإسرائيلي داخل القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، إلى جانب محاور نتساريم، فيلادلفيا، وموراج، التي تفصل بين مناطق مختلفة من شمال وجنوب ووسط غزة.
وقال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي إيال زامير: «سنعلم في الأيام المقبلة ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أو لا»، وذلك بحسب ما نقل عنه بيان للجيش.
من جهة ثانية قال مصدر مطلع في حماس: «لا يوجد أي تقدم حتى الآن في المفاوضات» غير المباشرة في الدوحة. لكنه أشار إلى أن «المفاوضات تتواصل في الدوحة والوسطاء يسعون للتوصل لاتفاق لكن الاحتلال هو المعطل».
النزف مستمر
ميدانياً، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إن 20 شخصاً لقوا حتفهم أمس، في خان يونس، متهمة عناصر مسلّحة بأنها تسببت بتدافع، لكن مصادر فلسطينية نفت روايتها للأحداث، فيما استمر قصف القطاع في ظل جمود مفاوضات الدوحة.
وجاء في بيان صادر عن المؤسسة المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً «وفق المعلومات المتوفرة لدينا، قضى 19 من الضحايا دهساً، بينما توفي شخص واحد طعناً، وسط التدافع وحالة من الفوضى الخطيرة».
ووجهت المؤسسة أصابع الاتهام لحركة حماس بقولها «لدينا أسباب موثوقة تدفعنا للاعتقاد بأن عناصر داخل الحشد - مسلحين ومنتمين إلى حركة حماس - تعمدوا إثارة الاضطرابات».
أسلحة نارية
وأضافت: «ولأول مرة منذ انطلاق العمليات، رصد موظفو المؤسسة وجود عدة أسلحة نارية وسط الحشد، تمت مصادرة أحدها. كما تعرض أحد العاملين الأمريكيين للتهديد بسلاح ناري من قبل أحد أفراد الحشد خلال الحادث».
لكن وفق المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل، فقد نقل مسعفون 20 قتيلاً على الأقل وعدداً من الإصابات بينهم أطفال إلى مستشفى ناصر في خان يونس، جراء نيران الجيش الإسرائيلي والتدافع بين الباحثين عن الطعام في منطقة الطينة في جنوب غرب خان يونس.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس جثثاً تُنقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بعضها على الأرض وبعضها الآخر على أسِرّة مغطاة بالدماء. وقال المسعف زياد فرحات إن المستشفيات غير كافية لاستيعاب الجرحى والقتلى، كما لا توجد مساحة كافية في المقابر لدفنهم.